نجحت مصر في التوصل إلى تهدئة هي الثانية في غضون 24 ساعة بين حركة "الجهاد الإسلامي" وإسرائيل وبدأ سريانها عند العاشرة من ليل الأحد، لوقف التصعيد المتبادل على حدود قطاع غزة، اثر استشهاد عشرة ناشطين فلسطينيين خلال يومي السبت والأحد، بينهم تسعة نشطاء من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية للحركة، التي ردت بهجمات صاروخية أسفرت عن مقتل إسرائيلي.
وأكدت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي التوصل لاتفاق التهدئة، بعد أن كان قد صرح مسئولان فلسطينيان فجر الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه تم التوصل إلى توافق لتهدئة متبادلة ومتزامنة العنف عقب اتصالات مكثفة أجراها مسئولون أمنيون مصريون كبار لاحتواء الموقف المتفجر على حدود غزة.
وقال المحلل السياسي أودي سيجل، إن إسرائيل ورغم تهديداتها، والمنظمات الفلسطينية ورغم توعداتها استجابوا جميعهم للوساطة المصرية التي حاولت كل السبل منع تدهور الأوضاع أكثر مما هي عليه. ونسبت القناة إلى مصدر مصري قوله إنه لن يكون باستطاعة إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، مضيفا أن مصر أوضحت أنها لن تغض الطرف عن مثل تلك العملية.
وكانت وساطة مصرية نجحت في التوصل لتهدئة بين حركة "الجهاد الإسلامي" وإسرائيل اعتبارًا من الساعة الثالثة فجر الأحد، إلا أن اسرائيل خرقت هذه التهدئة عندما قصفت طائراتها موقعا شرق رفح ما أدى إلى استشهاد مقاوم وإصابة آخر من كتائب المقاومة الوطنية- الجناح العسكري لـ "الجبهة الديمقراطة".
ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر إسرائيلية أمس قولها، إن "الجهود المصرية لإنجاز وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد باءت بالفشل وسط استمرار القصف الصاروخي الفلسطينية للجنوب"، وأضافت إنه كان "من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة السادسة صباح الأحد".
ونسبت الإذاعة إلى مصادر مصرية قولها إن "جهود تثبيت التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع فشلت". وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف مردخاي، إن "جهات دولية من بينها مصر، تعمل من أجل تهدئة الأوضاع في الجنوب".
وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ "المصريون" إن حركة "الجهاد الإسلامي" تمسكت على لسان عدد من قياداتها بتغيير معايير التهدئة مع إسرائيل وهو الأمر الذي مثل أهم العقبات التي حالت دون نجاح الجهود المصرية، مع تأكيدها بأن المقاومة هي التي تثبت التهدئة أو تلغيها وهي من يرسم الواقع الجديد وهي من سيجعل الاحتلال يسعى لاستجداء التهدئة كما يفعل الآن.
لكن مع ذلك واصلت القاهرة مدعومة من حركة "حماس" جهودها عبر اتصالات مكثفة مع حركة "الجهاد الإسلامي" بوقف إطلاق النار مع إسرائيل ولو بشكل مؤقت حقنا للدماء الفلسطينية في ظل سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستغلال هذه الأحداث لترميم شعبيته واستغلالها لمواجهة الانتقادات التي تلت إبرامه صفقة تبادل الأسري مع "حماس".
وأكد الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن تمسك حركة "الجهاد الإسلامي" برفض العودة للتهدئة وفقا للمعايير السابقة هو ما أفشل الجهود المصرية لتثبيت التهدئة.
واعتبر أن تحقيق التهدئة في القطاع يمثل مصلحة عليا لمصر لذا لن تألوا القاهرة جهدا في إقناع الطرفين للعودة للتهدئة مجددا، لاسيما أن إسرائيل قد تستغل هذه الأجواء للقيام بعملية عسكرية موسعة ضد غزة وهو ما ترفضه القاهرة جملة وتفصيلا.
وشهدت الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل السبت تصعيدا مفاجئا اثر استشهاد خمسة ناشطين فلسطينيين من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، وتلت هذه الغارة غارات أخرى أوقعت واحدة منها أربعة شهداء آخرين جميعهم من السرايا التي ردت بهجمات صاروخية أسفرت عن مقتل اسرائيلي.
وسقطت الصواريخ الفلسطينية في اسدود حيث اصيب مبنى سكني وكذلك في غان يافناه وعسقلان وقرب الحدود مع قطاع غزة. واضافة إلى القتيل الإسرائيلي اصيب أربعة إسرائيليين آخرين بجروح، بينهم اثنان إصابتهما طفيفة في حين اصيب عدد آخر من السكان بحالات هلع وصدمة ما استدعى تقديم رعاية لهم، بحسب الشرطة.