بعد خيبات عاطفية كثيرة و تجارب فاشلة، ما زلت أقص عليكم بعضا من أطرافها هنا، لا يصعب أن يصل الرجل منا الى أن يصبح رجلا حقيقاً أخيراً، يعرف أن عليه أن يسيطر على مشاعره و أحاسيسه، و لا يسمح لعقله بأن يغيب لا من الحب ولا من غير الحب، ولا يترك لإمرأة أن تصير “عنوان” وجوده، كما في الأغنية الشاعرية الرائعة، “أنت عنوان الأمل” للمطرب ـ الرجل صباح فخري، مطرب الرجال الحقيقيين.
أنا الآن اكتب لكم وأنا استمع لصباح فخري (لا بوصفه مطرباً فقط بل وصفه المطرب ـ الرجل ) و أقول لن أتألم بسبب الحب بعد الآن، أبداً، ولن أذرف دمعة واحدة أبداً أبداً.. سأكون رجلاً صلباً، و سأنظر إلى كل النساء على أنهن شئ خطير، يمكن أن أتعامل معه ولكن لا يمكن أن أثق به أو أتركه يعمل من دون إشرافي المباشر.
وأفضل طريقة في التعامل مع الأشياء الخطيرة هي قراءة طريقة الاستعمال بحرص، قبل بدء الاستعمال، لعدة مرات، كما نفعل قبل تشغيل مثقاب آلي أو منشار كهربائي. ولهذا قبل أن تتعامل مع شئ خطير اعرف طريقة استعماله أولاً، و يفضل أن تعيد القراءة في كل مرة تتعامل مع شئ خطير جديد.
و يعرف الرجل الحقيقي أن المرأة شئ خطير، أما المرأة، فحتى لو لم تكن حقيقية، فهي تحب أن تبدو كشئ خطير.
وهكذا فالرجال الحقيقيون يحققون للمرأة مباشرة واحداً من أكثر أحلامها عمقاً: أن ينظر إليها على أنها شئ خطير.
وقد تغنت شاعرات و كاتبات بالمرأة الخطيرة، المرأة التي لا تقتحم الأخطار فحسب بل المرأة الخطيرة هكذا، في ذاتها، الخطيرة لأنها إمراة خطيرة. و هناك من يكتب قصائد في المرأة التي هي “لغز” و “سر”..
والحقيقة أن اللغز و السر هي أشياء تعتبر خطيرة بالنسبة لرجل يريد أن “يهدأ سره” و يرتاح كما يليق بالرجال الحقيقين فعلاً. و تقول المغنية في الأغنية المعروفة ” جرب نار الغيرة” في تهديد صريح للرجل بقدرتها على تعريضه لنار الغيرة ، على ما نعلم من مضار النار على الصحة.
و يقول مغني صاحب صوت ساحر حقاً في أغنية ملهمة “دمرتني.. لأنني كنت يوماً أحبها” و يكرر ذلك عدة مرات في أعتراف صحيح بالدمار الذي قاد إليه الحب، و المغني هو العندليب الأسمر، مطرب النيل و الحب المعذب ” عبد الحليم حافظ”… و يعرف الرجل الحقيقي أن عبد الحليم حافظ مطرب الرجال المعذبين ولهذا استمع أنا الى صباح فخري وهو ينشد “ياربة الوجه الصبوح” ولكن كما يجب، فهو لا يذوب و لا يتعرض للدمار، بل يبقى واقفاً في مكانه بثبات، وينظر الى الأمام بتركيز، ويغني للمرأة ولكن مع المسافة المطلوبة، و يدور على نفسه، بين حين و حين، إذ يطير به الغناء…. فما رأيكم .. دام فضلكم…. رجالاً و نساء…
سي السيد، مستمعاً إلى صباح فخري في المساء…