19‏/04‏/2012

أسباب عدم الإنجاب أو تأخره

يُعد إنجاب الأطفال تتويجاً للسعادة الزوجية المشتركة ، غير أن بعض الأزواج لا يُرزقون بأطفال بسهولة .

ولا يرجع السبب في ذلك بالضرورة إلى عُقم أحد الزوجين أو كليهما ، ففي حالات كثيرة يرجع السبب إلى نقص الخصوبة الذي غالباً ما يكون عضوياً ، كما أن نمط حياة الزوجين وسنهما وحالتهما النفسية يمكن أن يلعب دوراً في عدم الإنجاب .

وينبغي على الزوجين الذين سعيا هباءً إلى الإنجاب عبر فترة زمنية طويلة أن يستشيرا طبيباً مختصاً .

وأوضح راينهارد هانين ، مؤسس مركز المساعدة على الإنجاب بالعاصمة الألمانية برلين ”غالباً ما تسهم المعرفة الجيدة للتاريخ المرضي للزوجين في تحديد أسباب عدم الإنجاب” .

ويستعلم الطبيب من الزوجين عن وجود أمراض أولية ذات صلة بالإنجاب أو عمليات جراحية أو بعض الأعراض الدالة مثل الاضطرابات الشديدة في الدورة الشهرية .

وللحصول على تشخيص مختلف يخضع الزوجان لفحوصات طبية ، منها جودة الحيونات المنوية لدى الرجل ومدى انفتاح قناة فالوب لدى المرأة .

وإذا تبين أن سبب عدم الإنجاب عضوي ، فإنه تتوافر اليوم عدة إمكانيات للعلاج تساعد على تحقيق رغبة الزوجين في الإنجاب ، منها على سبيل المثال العلاج الهرموني في حال اضطرابات الدورة الشهرية أو التخصيب في الأنبوب (طفل الأنابيب) في حال بطء الحيوانات المنوية .

وترجع بعض أسباب نقص الخصوبة الجسدية إلى الإصابة بمرض أو الاستعداد الوراثي ، والبعض الآخر يرجع إلى الزوجين أنفسهما ومن ثم يمكن التأثير عليها ، كالوزن مثلاً .

وأوضحت ألموت دورن ، المُعالِجَة النفسية المتخصصة في الأمراض النفسية الجسدية المرتبطة بالولادة في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا ، أن زيادة الوزن أو انخفاضه بشدة تترتب عليه عواقب وخيمة ؛ فزيادة الوزن قد تُحدث خللاً في التوازن الهرموني لدى الجنسين ، أما نقص الوزن فيتسبب غالباً في اضطرابات بالدورة الشهرية لدى النساء ، أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

وإلى جانب الأسباب العضوية أو نمط الحياة غير المناسب يوجد عاملان آخران يندرجان ضمن أسباب عدم الإنجاب ، ألا وهما ، السن والحالة النفسية .

ويلعب السن دوراً غير قابل للجدل في ذلك ؛ فمع التقدم في العمر تقل معدلات الإباضة السنوية لدى المرأة ، كما تتراجع جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل .

وبالنسبة للحالة النفسية ، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانها أن تؤثر على الحمل أم لا .

وإذا لم يتم إيجاد سبب عضوي يحول دون حدوث الحمل ، فيرجح الأطباء وجود مشكلة نفسية ، لاسيما لوجود حالات فردية يبدو أن الحالة النفسية لعبت دوراً فيها ، كحدوث الحمل بعدما يكون الزوجان قد صرفا نظر عن الإنجاب .

وأوضحت فيفيان براماراتوف ، مديرة مركز رعاية طبي للولادة والعلاج النفسي بميونيخ ”مثل هذه الحالات مؤثرة ، كحدوث الحمل المنشود بعد تبني طفل” .

ونظراً لأن هذه الحالات نادرة للغاية ، فإنها لا تعتبر دليلاً على تأثير الحالة النفسية على الحمل .

وبالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يحبط التوتر النفسي “مهمة الإنجاب” بشكل غير مباشر ، وتقول براماراتوف ”التوتر والشد العصبي يؤثران بالسلب على العلاقة الزوجية أولاً ، ومن ثم على الحمل” ، موضحة أن الزوج لا يجامع زوجته حينئذ إلا فيما ندر، وبالتالي تنخفض فرص حدوث حمل .

وأفضل علاج في هذه الحالة يتمثل في التخلص من التوتر والضغوط وكذلك قضاء الزوجين أوقات حميمية مع بعضهما البعض يغلفها جو من الانسجام والوئام .