06‏/09‏/2012

تعرفى على إبرة الظهر أثناء الولادة


 يجيب عليها الدكتور محمد البقنة
استشاري أمراض النساء والولادة في مجموعة الحبيب الطبية
الحاصل على الزمالة الكندية

تثير آلام الولادة مخاوف الكثير من النساء بل رعبهن، وعلى مر التاريخ لم يكتشف العلم ما يخفف من هذا الرعب، او ما يحقق للنساء ما يطمئنهن، وفي الواقع فان الولادة بلا شك هي تجربة خطيرة على الأم والطفل في كثير من الاحيان.
ولذا فان ظهور   طريقة الحقن في الظهر (Epidural analgesia) وهي واحدة من أكثر الطرق انتشاراً والتي يتم استعمالها للنساء اللاتي يرغبن في الولادة بدون آلام، حيث تستخدم فيها جرعات متكررة من المخدر الموضعي في مكان يحدده الطبيب بالنخاع الشوكي للمريضة .

وهي تؤدي لتخدير الأعصاب الخاصة بالرحم وقناة الولادة دون أن يؤثر ذلك على مراحل تطور الولادة وتقدمها، ومنذ اللحظات الأولى لحقن المخدر تعطى عدم الإحساس بآلام الولادة مع بقاء الحامل في حالة وعى كامل طيلة مدة الولادة، ويعد استخدام إبرة الظهر من أفضل الطرق لتسكين آلام الولادة .

ايجابياتها وسلبياتها

بالنسبة للمزايا فتتمثل في :

    تخفيف آلام الولادة مهما طالت مراحلها وخاصة عند البكر .
    تقليل الضرر النفسي الذي قد ينتج مع بعض الولادات الصعبة واستعمال أجهزة السحب والشفط.
    توفر راحة للحامل أثناء المخاض مما يجعلها متعاونة مع الفريق الطبي وإتمام الولادة بنجاح .
    أما بالنسبة لسلبياتها فهو شعور بعض النساء الحوامل بتخدير الجزء الأسفل من الجسم لفترة بسيطة ثم يزول هذا الشعور, كما قد تشعر الحامل بوخز الإبرة عند وضعها، وهذا الشعور يختلف من سيدة لأخرى ولكنه في العادة بسيط ولا يستمر طويلاً مقارنة بآلام الولادة.

هل هي ضرورة!

تعد الولادة أمراً مؤلماً بالنسبة لمعظم النساء، وتؤثر درجة الألم الذي تعانيه الأم خلال الولادة على مراحل تطور المخاض بشكل ملحوظ، كما أن قدر الألم الذي تعانيه الأم ضئيل إذا ما قورن بالحاجة لولادة طفل سليم وبقاء الأم بصحة جيدة أثناء بعد الوضع.
وتختلف آلام الولادة بين المرضى وحتى من ولادة لأخرى فهي حالة منفردة لكل ولادة على حدة وتعتمد على عدة عوامل منها قدرة تحمل المرأة للألم وحجم ووضع الجنين وقوة انقباضات الرحم أثناء الولادة .

5الوقت المناسب لاستعمالها

الوقت المناسب لاستعمال إبرة الظهر عند بداية الولادة الفعلية وفي حال حدوث انقباضات بالرحم لدى بعض المرضى فإن الطبيب يستطيع أن يزيد من انقباضها عن طريق الأدوية، وهذه الطريقة في التخدير لا تعطى إلا بناءً على طلب الأم للولادة بدون ألم .
أنواعها

هناك عدة أنواع منها إبرة التخدير لحالات الولادة الطبيعية حيث يتم وضع الإبرة في الجزء السفلي من الظهر لتخدير الرحم وقناة الولادة دون التأثير على تطور الولادة، وهي طريقة ممتازة لتخفيف الآلام حيث تبقى الأم واعية تماما لحين إتمام عملية الولادة.
أما بالنسبة للتخدير اللازم للعمليات القيصرية فينقسم إلى التخدير النصفي لمنطقة الظهر وبمواقع معينة يحددها الطبيب بحيث تبقى المريضة بكامل وعيها, في حين أن التخدير النصفي الشوكي يستهدف أسفل الظهر حيث يتم إدخال إبرة صغيرة لحقن المادة المخدرة حول الأعصاب الموجودة بالعمود الفقري مما يساعد المريضة على الاسترخاء.

خطورة ابرة الظهر

في أغلب الحالات لا تشكل إبرة الظهر أية خطورة على الحامل والجنين، ولكن يحظر استعمالها للحالات التي تعاني من نزيف حاد أو المصابة بأمراض الدم والقلب بالإضافة إلى الحالات التي لديها حساسية تجاه أدوية التخدير .

الجرعات

تعتمد الجرعات على الأعراض التي تشعر بها المريضة أثناء الإجراء ومن ثم يقوم الطبيب بتحديد الجرعة المناسبة .

متى تستخدم ابرة الظهر في الولادة القيصرية
تستخدم اذا كانت المريضة او رأى طبيبها انه من الافضل ان لا تعرض للبنج الكامل، خاصة في تلك الحالات التي تتحسس من البنج، بالاضافة الى حالات المخاض المفاجئة المتعذر فيها الولادة الطبيعية. فان الحامل لا تكون مجهزة لعملية جراحية وقد تكون تناولت الطعام قبل حصول المخاض.. مثل الحامل التي جاءها الطلق ولكن توسع الرحم اقل من 10سم، او حالات الولادة المبكرة والتي تشكل الولادة الطبيعية فيها خطر على الأم والطفل.

من تلائم حقنة الظهر

معظم النساء يستطعن استعمال هذه الطريقة للولادة بدون ألم عدا الحالات التي تم ذكرها في السابق وفي الأغلب يجب استشارة طبيب التخدير واختيار الطبيب المؤهل لهذا الإجراء .
وتعد هذه الطريقة آمنة لكل من الأم والمولود ومن الآثار الجانبية الشائعة لهذه الطريقة في التخدير هي الهبوط المفاجئ لضغط الدم حيث يحدث هذا في حوالي 2 % من الحالات، كما يعتبر هذا النوع من التخدير آمناً على الجنين .
وعلى الحامل لتأمن انجابا يسيرا باستخدام حقنة الظهر إخبار طبيب التخدير عن الأدوية تستعملها  وخاصة  إذا كانت تستخدم الأدوية المسيلة للدم . بالاضافة الى اي عمليات سابقة أجريت خاصة في  منطقة الظهر. وسوف يُطلب من السيدة الحامل الجلوس أو الاستلقاء على جانبها بوضعية معينة بحيث يكون الظهر منحيناً لتسهيل وضع الإبرة والأنبوب ومن ثم إتمام الإجراء .
وتعد الابرة غير ملائمة للسيدات المستخدمات لأدوية مسيلة للدم أو تعاني من سيولة في الدم، بالإضافة إلى معاناتها من انخفاض في الضغط أو نزيف شديد ويتم تحديد هذه الموانع بناء على رؤية الطبيب المختص.