13‏/05‏/2012

علا الشافعى الرقص على جثة تحية كاريوكا


أصبحنا نستيقظ كل يوم، على خبر رفع دعوى قضائية من مجهول، ضد فنان أو عمل فنى، فبعد الحكم الإدارى والذى صدر بإيقاف قناتى «ميلودى وميلودى تريكس» ومنع الممثلين المشاركين فى حملة وديع وتهامى «وهما أمجد عابد وأيمن قنديل» من الظهور على الشاشات حتى يتوبوا عما ما قاما به من أفعال ضد الأخلاق وتلويث لعقول الأطفال والشباب عن الحملة الدعائية التى كانا بطليها وكانت تبث على قنوات ميلودى، وكانت تدور كما يذكر البعض حول المخرج السينمائى الفاشل وديع ومنتج أفلامه تهامى وبطلة الأفلام مدام رشا وهى الحملة التى رفعت شعار «أم. . الأجنبى» ويبدو أن رافع الدعوى لم يصله خبر بأن تلك الحملة توقفت منذ أكثر من 3 سنوات بل وكذلك القناة، بل إن صاحب القنوات نفسه رجل الأعمال جمال مروان رحل منذ فترة عن مصر ويعيش فى أمريكا، ولكن رافع الدعوى عزم أمره وقرر مقاضاة هؤلاء بأثر رجعى، تماما مثلما يحدث مع النجم عادل إمام ومجموعة من المبدعين دون أن يكلف رافع الدعوى نفسه التأكد من أن هذه الحملة مازالت تقدم أو تعرض، وذلك بضغطة زر على «الريموت كونترول»، وعن نفسى لم أكن من متابعى حملة وديع وتهامى، ولكن الذى أعرفه أن الشاشات إذا كانت تعرض شيئا غير مفضل بالنسبة لى فأنا أغير المحطة، دون مصادرة على حق أحد فى أن يقدم ما يراه مناسبا من وجهة نظره، ولكن يبدو أن طيور الظلام والتى تحولت فى تلك الفترة من حياتنا والتى تشهد اضطرابا على كل المستويات، تحولت إلى خفافيش، يعبثون بكل شىء ويحيكون مؤامراتهم ضد الإبداع فى الظلام ليفاجئونا كل لحظة بقضية، ضد عمل فنى قديم أو فنان، أو عمل لم يعرض بعد، والسهام حاليا موجهة ضد مسلسل «تحية كاريوكا» والتى مازالت بطلته وفاء عامر تنهى مشاهده استعدادا للعرض فى رمضان المقبل، حيث رفع أحد المحامين والذى كتب فى دعوته أنه ينتمى لحزب العدالة والتنمية قضية يطالب فيها بوقف تصوير مسلسل «كاريوكا» للفنانة وفاء عامر برقم 39399 لسنة 66 ق قضاء إدارى، لأنه يرى من وجهة نظره أن من يستحق بتقديم أعمال درامية عنهم يجب أن يكونوا أشخاصا بثقل وحجم الدكتور زويل أو الدكتور مجدى يعقوب أو الأديب العلامة كما وصفه نجيب محفوظ، لأن إنتاج مسلسل عن كاريوكا يعد إهدارا للمال العام، كما فاض واستفاض فى أنه لا يعرف إنجازا لتلك الراقصة سوى عدد زيجاتها الكثيرة، ولعله سكت عند ذلك بل ضمن دعوته سبا واضحا لبطلة المسلسل وفاء عامر والتى شرح ماضيها، مستندا إلى قضيتها القديمة، كما أن الدعوى مليئة بالمغالطات فصاحب الدعوى يختصم وزير الإعلام المصرى بتهمة إهدار المال العام رغم أن المسلسل ليس له أى علاقة باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى بل هو إنتاج قطاع خاص، وما أحزننى عندما قرأت تفاصيل الدعوى هو ذلك التسفيه لواحدة من رموز مصر، فتحية كاريوكا يا سيدى ليست مجرد امرأة وقفت لتهز وسطها، بل تحية صاحبة تاريخ نضالى مشرف منذ أيام الاحتلال الإنجليزى وجمعتها علاقة مهمة بالضباط الأحرار، وقامت أيضا بدور كبير فى جمع تبرعات للجيش المصرى عقب النكسة، تحية كانت تعمل طوال تاريخها لصالح مصر أما أنت يارافع الدعوى فلصالح من تعمل؟ وأقول له ارجع للتاريخ واقرأ ما كتبه مفكر بحجم إدوارد سعيد عن كاريوكا وسأختم بجملة للمفكر الكبير عنها: «لم تكن تحيّة كاريوكا راقصة جميلة فحسب، وإنّما كانت فنانة لعبت دوراً مهيمناً فى تشكيل الثقافة المصرية».
أما وفاء عامر فأقول لها أنت فنانة موهوبة سيقف جنبك الكثيرون ولا تذهبى وراء دعاة الهدم.