17‏/04‏/2012

كل الناس بتبص عليا... أرجوكم ساعدونى

السلام عليكم.. أنا فتاة في أوائل الثلاثينات، أعمل في مهنة أحبها، محتشمة في ملابسي وسلوكي إلى أقصى حد، هادئة الطباع، مقبولة الشكل نوعًا ما (على الأقل أنا أحسّ بذلك)، أرجو ألا تعتبروا مشكلتي تافهة؛ لأنها تعذبني منذ زمن بعيد، مشكلتي أنني أشعر بأن الناس تراني قبيحة أو غير طبيعية، ألاحظ بطرف عيني وأنا أسير في الشارع أن الناس تطيل النظر فيّ، وحين أتجرأ وأنظر مباشرةً أكتشف أنهم فعلا يحملقون دون أن يخجلهم أنني اكتشفت أنهم ينظرون إليّ.

حدث أكثر من مرة عندما أنزل للتسوق وأمرّ بمتاجر وأهم بدخولها فأغير رأيي حين ألاحظ أن البائع أو البائعة يحملق فيّ وهو واقف عند الباب، أو أكون أتجول داخل أحد المتاجر ويحدث ذلك أيضًا من الباعة أو الزبائن، لقد صرت أندهش حين أدخل مكانًا ولا يفعل الناس ذلك، أقسم بالله، وأظل أقول بيني وبين نفسي: ما هذا لماذا لا يبحلقون كالعادة؟ أنا لا أفعل شيئًا يلفت النظر من أي نوع، أحيانًا أحس أن الناس يستنكرون فكرة وجودي في الحياة من أساسها، وكأنهم يريدون أن يقولوا لي ماذا تفعلين في هذا العالم؟ لماذا لا تموتين؟

بدأ رد فعلي يختلف حيال ما يحدث، فكنت في بادئ الأمر أتجاهل الموضوع وأسير في طريقي دون أن أفعل شيئًا، ولكن في ثلاث مرات فقدت أعصابي وصرخت فيمن يفعلون ذلك وشتمتهم، فكرت في إجراء عملية تجميل لوجهي الذي لا يعجب الناس، ولكن ليس هناك إمكانية لذلك، وفكرت أيضًا في ارتداء النقاب وتراجعت.

تقول رفيقاتي إنني مقبولة الشكل بل أحيانًا يقلن إنني جميلة، ولكني أعرف أنهن يقلن ذلك من باب المجاملة، لقد صرت -بعد أن كنت معروفة بهدوء الطباع- أميل للعنف مع الوقت، وصرت وأنا في غرفتي أتخيل نفسي وأنا أضرب هؤلاء الذين يؤذونني بنظراتهم، أفكر حاليًا جديًا في البحث عن عمل لا يستدعي الخروج يوميًا، صار الخروج إلى الشارع عبئًا ثقيلًا وأمرًا مرعبًا، لقد انعكس كل ذلك على عملي، فأصبحت مهملة فيه، لا أعرف من المخطئ أنا أم الناس، لا أعرف ماذا أفعل.