قال الكاتب الصحفى والمسرحى على سالم، خلال حواره مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ، فى برنامج "وماذا بعد؟"، على قناة أون لايف، إن الشعب المصرى حين نزل للشارع للإدلاء بصوته فى الانتخابات الماضية، منح صوته لجماعة الإخوان المسلمين، "لأن الجماعة هى الوحيدة التى كانت أمامهم"، متوقعاً أن تضع اللجنة التأسيسية دستوراً يشبه شعبها، على حد وصفه.
وأضاف: لا يجب أن ننسى أن جماعة الإخوان المسلمين أنشأت حزباً سياسياً جديداً، وافق عليه المجلس العسكرى، وأصبح حزباً سياسيا دينياً، نزل الانتخابات، وتمكن عن طريق الصندوق من الوصول إلى غالبية مقاعد البرلمان، وعلينا أن نحترم ذلك".
وأبدى اندهاشه من موافقة المجلس العسكرى على إنشاء أحزاب بمرجعيات دينية، رغم مخالفتها للقانون، لكنه قال: "إذا بقينا نعارض ذلك، سندخل فى مزيد من التعاسة، ونضيع مزيداً من الوقت، ولكن فيما يتعلق بسيطرتهم على كعكة وطبخة انتخابات اللجنة التاسيسية، فهذا أمر صحيح، لكنه يعود لأنهم مسيطرون بالفعل على كل شىء فى المجلس، وهذا لن يخيفنى، لأنه فى كل الأحوال لا يوجد أمامهم فى المجتمع أحمد لطفى السيد أو عباس محمود العقاد لكى يكتبوا دستوراً، ولا فارق بين أن يملكوا 50% أو 40% من أعضاء الجمعية التأسيسية، لأنه بحكم الواقع من سيكون مؤثراً، لن يزيد عن 10 أعضاء من إجمالى المائة عضو".
ووصف سالم المشهد السياسى المصرى الحالى وطريقة انتخاب الجمعية التأسيسية للدستور بأنها "خدعة عقلية"، هدفها تضييع الوقت، وإبعاد المصريين عن الهدف الأكبر، الذى يتمثل من وجهة نظره فى استقرار مصر وتقدمها، بانتخاب رئيس للجمهورية فى مايو المقبل، مبدياً تخوفه حال صدور حكم قضائى ببطلان الانتخابات البرلمانية، وتشكيل اللجنة التأسيسية، لأن ذلك سيكون تضييعاً للوقت.
وقال إن المشكلة ليست فى وضع دستور ملىء بالحريات، أسوة بالدساتير الغربية، لأنه "لو الإخوان كتبوا دستوراً غربى الملامح والأبعاد، ومليئاً بالديمقراطية، فإنه لن يكون وحده ضمانة فى الحكم، لأن هناك كلام مكتوب داخل البشر الذين يطبقوا الدساتير، ونحن كان لدينا دساتير قديمة لم تكن تسمح بالتخلف أو الاستبداد، لكن نوع البشر الذين يطبقونها هو الذى صنع الديكتاتورية".
وقال إن اتفاقية السلام فى مصر تدار بمنطق تحقيق المكاسب والخسائر، معتبراً أن إسرائيل ليست دولة دينية لكنها تمثل الغرب فى المنطقة، وفقاً لتعبيره.