على مر التاريخ، كان هدف الإنسان الرئيسي هو السعادة، وظل يبحث عن وسيلة لتحقيق هذا الهدف من خلال: العلوم والفن والعمارة والاختراعات والحب. ان السعادة هي الشيء الذي نبحث عنه جميعاً في ظل ضغوط الحياة الصعبة، ومتطلباتها ومشاكلها. الا اننا نحاول البحث عنها داخل انفسنا، او مع من حولنا بصورة او بأخرى. كما ان الاشخاص بحياتهم الشخصية والمهنية، يعتقد انهم المسؤولين عن امتلاك السعادة، من خلال نوع من قدراتهم الشخصية في التعامل مع المواقف الصعبة مع انفسهم، ومع الاشخاص الاخرين .
خطوات عملية لزيادة السعادة الشخصية:
من خلال: تنمية الذكاء، والقدرات الاجتماعية في الشخصية وذلك من خلال: الثقة بالنفس، وكيفية مواجهة تصرفات الاخرين المزعجة التي تعتبر نوع من الضغوط النفسية على الشخصية .
طريق السعادة الشخصية والنجاح بالحياة :
حيث ان طرق السعادة في الحياة كثيرة جداً، ولكن السعادة لا تأتي جُزافاً، وإنما تحتاج إلى السعي والعمل الجاد والمستمر، وما زال الكثير منا بعيداً عن روح المسؤولية الصحيحة اتجاه الأسرة، اتجاه المجتمع، اتجاه نفسه وربه وليس عنده روح العطاء، روح الابتكار، روح الإبداع، روح تتناسب مع التقدم الهائل الذي يجري حولنا في هذا العالم، وتتناسب مع التحديات المادية والثقافية بكل أشكالها، والتي يتعرض لها الابناء في هذه الأيام.
مصادر تؤثر في نفسية الشخص واعتقاده ما يلي:
الأول: الأسرة:
إن الأغلب ، سمع الكثير والكثير من أفراد أسرته من الأقوال السلبية التى تؤثر على الشخصية ، وهذا لا يعني أن أهلنا سيئون، ولكن وللأسف أنهم تربوا على نفس الطريقة، ولا يعرفون طريقة أفضل منها في التربية، وبذلك قاموا ببرمجة عقولنا سلبياً وبدون قصد، يقول الدكتور" شيت هلمسستتر" في كتابه (ماذا تقول عندما تحدّث نفسك): إنه خلال (18) سنة من عمرك، قيل لك أكثر من (148000) مرة كلمة (لا، أو لا تفعل هذا). أما الرسائل الإيجابية التي قيلت لك لنفس الفترة لا تتجاوز (400) مرة.
الثاني: المدرسة:
ارجعي بذاكرتكِ للوراء، وتذكري كم مرة قال لكِ المعلم عبارات غير جميلة،مثل: (أنتِ غبية، أنتِ عمركِ ما بتفهمي،…)، وتذكري كم مرة تم الضحك عليكِ من قبل زملائكِ في الصف، وكل هذه التجارب والذكريات والمواقف السلبية في المدرسة، تعتبر مصدراً للبرمجة الذاتية السلبية.
الثالث: الأصدقاء:
الأصدقاء يؤثرون في الشخص بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في المستوى الدراسي، أو السلوك الإنساني، وذلك من عمر (8 – 15) سنة خاصة وهذا العمر الذي يسمى عند علماء النفس بفترة الإقتداء بالآخرين.
الرابع: الإعلام:
اي الإعلام بجميع جوانبه خاصة التلفاز ، حيث انه يعتبر أقدر وسيلة في مجال الإعلام، فهو يجمع بين الصوت والصورة. وبذلك يستطيع أن يسيطر على أهم حاستين من حواس الإنسان وهما: حاسة السمع، وحاسة البصر. ويقول الإذاعي المصري (إيهاب الأزهري): كان الناس دائماً على دين آبائهم وأجدادهم، ولكن في العصر الحديث صار التلفاز هو الأم المؤثرة في الأسرة، وأصبح الناس على دين هذه الأم (التلفاز) فضعف تأثير الأب والأم.
الخامس: أنتِ نفسكِ:
بعد أن جمعتي حصيلة كبيرة من البرمجة السلبية من المصادر السابقة، تدخل مرحلة جديدة وخطيرة جداً تسمى مرحلة البرمجة الذاتية، وهي أنكِ أنتِ تقومين بتحطيم نفسكِ وإحباطها، فتقولين عن نفسكِ ما قيل لكِ من قِبل الأسرة والمعلمين والأصدقاء مثل (أنا غبية، أنا ضعيفة، أنا بطيئة الفهم، أنا عقدتي مادة…، أنا ضعيفة الإرادة، …).
ورغم كل ذلك هناك الكثير من الناس يقولون إن التغيير مستحيل، وإن الطبع أو العادة ما هي إلا قدر مقدور، ولا يغير المقدور إلا مقدّرها، أي أن التغيير حسب وجهة نظر هؤلاء عملية خارجية ليست بيد الإنسان. والحقيقة تخالف ذلك حيث إن عملية التبديل والتغيير ممكنة، رغم ما يعترضها من صعوبات .