كما أشرت في نهاية مقالي حول كيفية إسترجاع المرأة للياقتها البدنية بعد الولادة،ها أنا ذا عند وعدي حيث سأتطرق في مقالي هذا إلى الجانب الذهني و النفسي للمرأة بعد الولادة،حيث أنها بعد مرورها بفترة الحمل
و الولادة و ما انعكس عليها فيهما من ضغوطات بدنية و صحية فمن البديهي أن يؤثر ذلك على حالتها النفسية فتشهد توترات وتقلبات و ردود أفعال غير طبيعية لأيام أو حتى لأسابيع و منها من يشتد بها الأمر حتى يصبح لزاماً
عليها مراجعة طبيبها الخاص.
فمن العوامل التي تنجر عنها توترات نفسية للمرأة بعد الولادة التغير السريع على مستوى الهرمونات في الدم إضافةً إلى الإرهاق المستمر نتيجة السهر و قلة النوم و الزيارات التي لا تنتهي لتقديم التهاني.
فمن الإضطرابات التي تشهدها المرأة عقب الولادة تغير المزاج سلباً،لتصبح أكثر عصبية من ذي قبل و ذلك بدايةً من اليوم الثالث إلى حدود اليوم الخامس،و من النساء من يتطور بهن الأمر إذا تعدى الأسبوعين ليصبح إكتئاباً.
ومن أعراض هذا الإكتئاب تشعر المرأة بالحزن و التوتر و القلق و سرعة البكاء مع صعوبة في التركيز و الإحساس بقلة النوم والإرهاق و عدم الثقة بالنفس خاصة فيما يتعلق بالعناية برضيعها و النقص في الشهية أو زيادة فيها
كما يمكن أن تشعر بعدم التقبل من الأخرين،و الغضب من الوليد وعدم تحمله.......
و حتى تتخلص المرأة من هذه الفترة الاضطرابية يتعين على المقربين مساعدتها و مساندتها و خاصة الزوج، كما يجب عليها تجنب التعب و الإرهاق و تأخذ نصيباً كافياً من الراحة،و إذا استمر بها الأمر كما سبق أن أشرت
إليه إلى ما بعد الأسبوعين يتحتم عليها مراجعة طبيب.
و من النساء الأكثر عرضةً :
_ من أصبن باكتئاب سابقاً
_ من لهن إضطرابات قبل الدورة الشهرية
_ اللاتي لهن مشكلات زوجية
_ اللاتي مررن بصدمة أثناء الحمل
_ فصل الأم عن الرضيع لأسباب تتعلق بأي منهما
_ الولادة المبكرة أو المتأخرة
_ صعوبة الولادة
_ كل ما يتعلق بالطفل من مشاكل في الرضاعة أو النوم
هذه أهم الأسباب التي تجعل المرأة عرضة للإكتئاب. هكذا اتمنى أني قد وفقت في إثراء معلومات المرأة التي هي في طريقها للإنجاب لتصبح فيما بعد مرآة للمجتمع عندما يوفقها الله في تربية ابنها تربية صالحة.