24‏/01‏/2012

من هي ... ولما أحببتها؟


من اول يوم رايتها ادركت كم هي جميلة هذة الفتاة .. ولكن ما الامر ما اكثر الجميلات ,وهل خلقت المرأة الا لتكون جميلة؟ .. لم يطول الحوار سلام ودعاء بالتوفيق ثم الرحيل , كنت اريد فقط ان اعرف ذلك الشخص الذي ساقته الاقدار الي وساقتني اليه لنعمل سويا , وبطبيعة الحال تعددت لقائتنا هنا وهناك وبطبيعتي في تعاملي مع الافراد الذين ابتدء التعارف بهم بدءت في خلق روح من التعارف الودي السطحي معها ,فلم اشاء ان اشعرها اني انسان متطفل ولست بالشخص الجاف , ولكن بدايات عملنا كانت اكثرها صمتا واستغراقا في العمل , حدثتني اول الامر عن امر تعجبتها فيها فنظرت اليها نظرة سريعة خاطفة ثم هززت راسي كأن ليس بالامر عجب , فقد كنت دائما اتلقى من الناس عجب كلامهم بلا اهتمام , ليس تقليلا من شأنهم ولكن لان الامر قد لا يعنيني , ولكنها كانت لماحة او واثقة من نفسها فقد رأت العجب بعيني في تظرتي السريعة فأكملت حديثها بان الكثير من الناس لا يصدقون ذلك , فأبتسمت وقلت لها وكذلك انا ,وحق لي وللناس ان نتعجب من ذلك.
بدأت في اختلاق جو من الحوارات لكسر حاجز الجمود وكم كان يسعدني تجاوبها معي ومناقشتها لي بصوتها الهاديء , كنت اذا حدثتها تترك ما بيدها من عمل وتستمع لي وكم كان يسعدني ذلك منها. اذ تنظر الي بعينين صافيتين ووجه صبوح, ولكني يا فتاتي لا اريد ان اعطل عملك بل احدثك لاسري عن نفسك , فانا احكي واتكلم ويداي لا تتوقف عن العمل , ومع ذلك فقد كنت اسعد بذلك منها فأترك ما بيدي متجاوبا معها مستمرا في حديثي اليها تغمرني سعادة بالغة باهتمامها . كانت هادئة لا تثير ضجة بحديثها , باسمة بداخلها روح دعابة مرحة , رقيقة عرفت فيها رقة الانثى , خجولة وكم اعشق الفتاة الخجولة.
كان حديثي مع الاخريات ثقيلا وذو حمل علي , وحديثي معها سلسلا تتدفق فيه الحكايات والقصص وكأن ليس لها نهاية وتعاد فيها المواضيع كل مرة بلذة اول مرة.
اخبرتني ذات يوم انها ستقوم بعمل جديد على مقربة مني , تمنيت ان القاها ذلك اليوم لالقي السرور بقلبها فلا تشعر انها وحيدة , لم اعرف المكان تحديدا ولكني قررت الذهاب في اليوم الموعود , انهيت ما علي واسرعت اليها متسألا اين القاها ؟ ليس هناك محال ساستطيع ان اجدها او اسأل عنها هنا او هناك , ولكن للقدر تصاريف وتوافيق تضفي على الامور مسحة عجب ولمسة جمال , اذ اجدها في ردهة المكان وبيدها اوراقها تديرها , اي صدفة تلك التي ساقتنا في نفس الموعد لنلتفي في هذا المكان لاجدها دون عناء . نظرت امامها فرأتني وتبسمت وذكرت اسمي , غمرني شعور بالسعادة تبسمت بسمة تمتد جذورها الى اعماق قلبي واوراقها على شفتي , تحدثت الي واخذت تشرح وتشرح كيف ستنجز عملها وانا لازلت مبتسما احاول ان اركز ذهني بحديثها ولكن ليس بعقلي وقلبي سوى فرحة لقياها وسعادتها بلقياي.
كم كانت هادئة ووديعة وجميلة ورقيق , عرفت فيها رقة الانثى . سعدت بانضمامها لعالمي الافتراضي , وكنت دائما اهرع لاجدها واستطلع اخبارها . ابحث عنها واعرف ان الطريق اليها طريق المستحيل .
اليوم اذهب الى مكان لقيانا الرئيسي لارى الدمع يتلألأ في عينيها وتنسكب حباته على وجنتيها , اول دخولي اسمع كلمات ثناء علي بهدف تقريعها , ارجوكم اسكتوا لا اريد ان تستخدموني كأداة لتجريحها ... ماذا حدث يا الهي ؟ حاولت الانسحاب من هذا الجو لالقاها على الدرج مسحت دموعها واثار الضيق كغمامة على شمس وجهها الجميل , ولكنها رغم ذلك هادئة ... ياالله كم تقتلني هذة الفتاة وتأسر قلبي بهدوئها؟!!!! حاولت ان اواسيها واشد من عزيمتها واحاول عبثا ان امسح دمعها بكلماتي ... القاها للمرة الثالثة لنفس اليوم بعيدا عن الجميع , انا وهي فقط وقد هدأت كثيرا وحكت لي ضغوطها فاواسيها واحاكيها حتى ارى بسمتها . يا رقيقة الفؤاد لا اريد ان ارى دمعك ثانية , فما عهدتك شكاية وبكاية , بل انت دائما مرحة بسمة كنور الصباح وزهر الربيع , هل تعلمي اني خرجت ذات يوم من احد اماكن لقيانا مهموما تدور براسي الحسابات وانظري لما تحمله يدي متجها عابثا للبحث عن حاجتي , فسمعت صوت الفته يسألني عن حالي وما اجمل وقع صوتك على اذناي , وما اجمل ذكر اسمي بين شفتيك , فانظر اليكي .. الى اجمل خلوق راته عيني .. فابتسم ابتسامة تمتد جذورها الى اعماق قلبي , وابادلك الحديث متناسيا كل شيء ,وتتركيني وترحلي واذهب ولكني لست بذات الحال , فتبدلت همومي فرحا وعبوثي بسمة , اني لاعجب منك يا فتاتي ان تتمكني من ذاتي بلا كلمات فيكفيني لقياكي , وانا الذي كنت لا اهتم لامر النساء وارى في ذلك عبثا , انتي وحدك استطعتي كسر هذا الحاجز الكاذب وانتي لا تشعرين .
يمر لوقت سريعا وتأتي فترة بعاد والبعاد يا حبيبتي يولد من رحمه الجفاء الذي احسست انه تسرب الي واليكي واريد ان اداويه ولا استطيع , ورغم ذلك اتلمس مكان لقيانا واسأل عنك فاذ بالقدر يكافئني .. اني لاكثر الرجال حظا .. اذهل من ذلك , اذ اراكي قادمة اتعجب من تصاريف القدر فقد كانوا يقولون ان لك زمن لم تأتي , فتدفعك الصدفة ان تأتي يوم اسأل عنك , امد يدي واصافحك .. اخبرك اني ما لبثت اسأل عنك تبتسمي ويغفر قلبي وقلبك كل جفاء.
اعرف اني احبك جدا .... واعرف جدا مذاق الدموع
وان الطريق اليك محال .. واصعب منه طريق الرجوع