24‏/12‏/2012

قصة مؤثرة لـ رجل يعبر أوروبا وفى حقيبته طفل


عثرت الشرطة الإيطالية في البندقية على طفل أفغاني عمره خمس سنوات مخبّأً داخل حقيبة سفر تعود إلى رجل وسط المسافرين الواصلين بالعبّارة البحرية من اليونان.

ولدى استجواب هذا الرجل، الذي يدعى علي شاكر (35 عاما)، قال إنه "فاعل خير"، لأنه فقط يحقق رغبة صديقيه، أبويْ الصبي المسمّى عاصم. وقال إنهما طلبا إليه أن يهرّب ابنهما في حقيبة سفره وأن يأخذه على هذا النحو حتى يتمكن من زيارة أقارب لهما في ألمانيا.

ونقلت الصحف البريطانية التي تداولت الخبر عن أحد الضابط بخفر الحدود الإيطالية، انتونيو دي فرانشيس، قوله: "المدهش الآخر في الأمر أن هذا الرجل كان يجيب على الأسئلة بكل الهدوء الممكن وبشكل عرضي حتى يخيل للمرء أنه يتحدث عن أشياء عادية كان يحملها معه".

وأضاف قوله: "عندما شك موظفو الجوازات في أمره وطلبوا إليه فتح الحقيبة، تناولها بهدوء ووضعها على الطاولة ثم فتحها بلا تردد أو أدنى درجة من التوجس وكأنها لا تحوي شيئا غير ملابسه. وإذا بالصبي داخلها وفي عينيه نظرة فزع وعلى وجهه علامات الإرهاق الكامل. لا نعلم كم من الزمن بقي على هذا الوضع".

وقال دي فرانشيس إن الصبي لم يكن يحمل أي شهادات تشير إلى هويته كما هو متوقع. لكن ملامحه تشي بأنه ينتمي إلى جماعة الهزارا العرقية في وسط أفغانستان. وأضاف قوله إنه ربما تنقّل داخل حقيبة "فاعل الخير" هذا على مدى ثلاثة أشهر بأكملها منذ بدء رحلته الغريبة في أفغانستان إلى حين العثور عليه في البندقية الايطالية.

وسُلّم الصبي إلى إحدى جماعات الأيتام الخيرية الإيطالية من أجل رعايته إلى حين تمكن السلطات من الاتصال بأبويه والتأكد من أن ما أدلى به علي شاكر صحيح. وعُلم أنه ظل يطلب رؤية أبويه ويردد أيضا كلمة "ألمانيا". ووضعت الشرطة شاكر نفسه رهن الاعتقال بانتظار نظر القضاء في التهمة الموجهة إليه حاليا وهي "المساعدة على الهجرة غير الشرعية".