عض الأفراد يتناولون الاطعمة بصورة مشابهة لإدمان المواد المخدّرة، وأن سلوكهم الغذائي يحمل النشاط العصبي في مناطق محدّدة من المخ بالصورة نفسها التي يبدو عليها مدمنو المواد المخدّرة أو الكحوليات.. وقد خلصت نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة "ييل" بالولايات المتحدة الأميركية إلى أن إدمان تناول الاطعمة قد يكون مصدره السعادة بتناول أكل شهيز
كما يوجد عدد من الهرمونات المرتبطة بزيادة الشهية والإصابة بالسمنة يوضحها الدكتور جلال أعظم رئيس قسم الطاقة الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز في حديثه مع مجلة "سيدتي"، أهمها:
- هرمون الشبع "الليبتين": أن تنشيط هرمون "الليبتين"، وهو بروتين تفرزه الدهون المختزنة في الجسم يتحكّم في الشعور بالجوع وزيادة نشاط الجسم الحركي، ما يخلّص الجسم من السعرات الحرارية الزائدة المكتسبة من الغذاء من خلال تنشيط كيماويات الشبع في المخ.
- هرمون الجوع "الغريلين": تفرزه الخلايا المبطّنة لأعلى المعدة، بهدف إثارة الشهية لتناول كميات كبيرة من الأطعمة المفضّلة.
أطعمة يدمنها المخ:
يوجد أطعمة معيّنة تدمن نسبة كبيرة من الأفراد تناولها، رغم زيادة محتوى هذه الاطعمة من الدهون والسعرات الحرارية، ما يجعلها سبباً رئيساً في الإصابة بالسمنة، أبرزها:
1- الشوكولاته:
تمتاز الشوكولاته بتأثيرها النفسي الإيجابي على الجهاز العصبي في الجسم، لاحتوائها على "التربتوفان" وهو من الأحماض الأمينية الأساسية التي تعزّز وظيفة "السيروتونين" أي هرمون السعادة في الجسم، علاوة على تخفيف الشعور بالتوتر والقلق الناتجين عن الضغوط اليومية الكثيرة. وفي هذا الإطار، يحذّر الخبراء من إدمان الشوكولاته كونها تحتوي على سعرات حرارية عالية ونسبة ليست بقليلة من الدهون غير المشبعة.
2- الحلويات:
تفقد مادة السكر الأبيض قيمتها الغذائية أثناء المعالجة والتبييض، ما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على صحة المرء عند الإفراط في تناولها، أهمها:
- سحب كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن من المخزون الاحتياطي بالجسم، ما يحدث خللاً في اتزان الكالسيوم ونظام الغدد فيه.
- إضافة عدد هائل من السعرات الحرارية التي لا قيمة لها إلى الغذاء، ما يؤدي إلى قيام الجسم بتخزينها على شكل دهون موضعية حول البطن والأرداف والوركين والذراعين.
- الإفراط في تناول المواد السكرية يؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم الذي يقوم بدوره بتحفيز البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين بكميّات كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أن الأنسولين يُعرف بهرمون تخزين الدهون وأن زيادته في الجسم تعني زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
3- رقائق البطاطس المقرمشة:
تمثّل إحدى أنواع الأطعمة المعالجة التي تخضع إلى الإضافات الكيميائية أثناء تصنيعها، ما قد يتسبّب في حدوث تفاعلات سامّة في الجسم وخلل في الكيمياء الحيوية به. ورغم التحذيرات المتكرّرة من قبل خبراء التغذية بضرورة التخلّي عن تناول هذه المنتجات، إلا أن فئة كبيرة من الشباب والأطفال يدمنون تناولها بشكل يؤدي إلى ارتفاع معدل السمنة، خصوصاً بين أفراد تلك الفئة.
4- المعجنات والفطائر:
يحذّر الخبراء في "منظمة الصحة العالمية" من الإفراط في تناول الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض كونه يفقد حوالي 60% من قيمته الغذائية أثناء عملية المعالجة والتبييض، ما يؤثر على عمل الأمعاء ويبطّئ من حركتها، محدثاً زيادة غير مرغوبة في الوزن، بالإضافة إلى كونه سهل التكسّر إلى سعرات حرارية معدومة النفع في الجسم.
5- الوجبات الجاهزة:
تسجّل الإحصائيات الصادرة عن "منظمة الغذاء والدواء الأميركية" FDA ارتفاعاً ملحوظاً في معدّل السمنة في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجةً لانتشار ثقافة الوجبات الجاهزة والسريعة بين فئة كبيرة من السكان. ويعزو الخبراء السبب إلى وتيرة الحياة السريعة وتواصل ساعات العمل وانتشار أماكن بيع تلك الوجبات في متناول الجميع.