12‏/07‏/2012

للمراهقات... إحذرن الحميات العشوائية

تبلغ ندى 16 عاماً وتعاني العديد من المشاكل النفسية بسبب نزاعات أهلها المتكررة، فأمّها وأبوها في شجار دائم. تميل ندى الى الذهاب عند جدتها للتخلص من مشاكل المنزل التي لا تنتهي، لكن حتى هناك يلومها الكلّ على بدانتها الزائدة، فوزن ندى يصل إلى سبعين كيلوغراماً فيما لا يتعدى طولها 150 سنتمتراً. كل هذه الظروف دفعت ندى الى اتباع حمية وجدتها على الإنترنت من أجل خفض وزنها. كانت حميتها تحتوي على كوب من الحليب الخالي من الدسم وصحن من السلطة واللحوم. وبعدما اتبعتها لمدة أسبوع خسرت ثلاثة كيلوغرامات. لكنّها أرادت المزيد، فبدأت بالتخفيف من هذه المأكولات وممارسة الرياضة بشكل جنوني، وراحت تتناول المسهلات بناء على نصيحة رفيقتها! وهنا انخفض وزن ندى بشكل كبير حتى صارت تزن 45 كيلوغراماً في غضون ثلاثة أشهر.

كان الكلّ يهنىء ندى على وزنها الجديد، ما أفرحها وجعلها تندفع الى ممارسة الرياضة والتخفيف من الطعام أكثر. أم ندى لم تول أي انتباه لابنتها ولم تسأل حتى عن طريقة خسارة ابنتها وزنها خصوصاً أنّها غارقة في مشاكل الطلاق. وصلت ندى الى 35 كيلوغراماً، ما يعني مرض الأنوركسيا أو فقدان الشهية الذي يكثر عند المراهقات بسبب الحميات العشوائية والمشاكل النفسية.
هنا لفت الأقارب نظر أم ندى ودفعوها الى أخذها عند الطبيب. وفعلاً أكد الطبيب بأنّ ندى تشكو من الأنوركسيا، خصوصاً أنّ العوارض التي تعاني منها واضحة مثل انقطاع الدورة الشهرية، والتعب الشديد، وتكسّر الأظافر، وفقدان الشعر والإمساك. نصح الطبيب بعرض ندى على معالج نفسي واختصاصية تغذية لإخراج الفتاة من هذه الدوامة التي قد تودي بها الى الموت.
تدخّل العلاج النفسي وساعد ندى عبر إبعادها عن مشاكل أهلها والطلب من الأم إعطاء ابنتها الوحيدة الأهمية الكبرى. أما اختصاصية التغذية، فأخبرت ندى أنّ الحمية التي تتبعها غير مفيدة وأعطتها أخرى خاصة بها لزيادة وزنها ومساعدتها بأن تكون فتاة جميلة ذات جسم جذاب. وكانت هذه الحمية تحتوي على أطعمة عالية بالسعرات الحرارية كالحليب الكامل الدسم، والفواكه المجففة، واللحوم الحمراء، وحساء كريما الشورباء والشوكولا.

استغرق علاج ندى حوالي سنة وتحسنت حالتها النفسية بشكل ملحوظ وأصبح وزنها 55 كيلوغراماً وعادت دورتها الشهرية الى طبيعتها.