يا من كنتن داعيات إلى الله , اثبتن على التزامكن بدين الله ومنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فالمعركة مع أعداء الدين من أبناء جلدتنا ومن الطغاة والمجرمين لا تزال تدور رحاها ولن تتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها , وها هم دعاة التحرر والحرية الذين لطالما تغنوا بحرية الفكر والمعتقد لتغطية وتبرير مروقهم من الدين , وخروجهم عن أحكام شريعة رب العالمين . هم أنفسهم اليوم يقفون عائقا بوجه حرية الفكر وحرية المعتقد , ويقطعون الطريق على عودة الكثيرين إلى دين الله جل وعلا وعودة المحجبات إلى ساحة الإسلام في مجالات التعليم والإدارة والمؤسسات العامة والخاصة.
واعجبا !! ألم يكونوا بالأمس دعاة لنشر الحرية ورفع الإرهاب الفكري والتسلطي على الناس وإعطاء كل فرد من أفراد المجتمع الحرية فيما يعتقد ويريد ؟! لماذا الآن يتسارعون إلى التحذير من النساء المحجبات وإلى المطالبة بعدم المشاركة في العمل المؤسساتي والتعليم والإدارة الذي هو حق لكل أفراد المجتمع ! ولماذا يقومون بطرد الطالبات المحجبات من الجامعات والإدارات التخصصية ؟؟ أين صارت حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الأفراد الشخصية ؟؟
إنها الوجه الآخر من الحرب على الإسلام والمسلمين . إن صدور هؤلاء لتتسع لكل الملل والنحل والمذاهب الكفرية والتصورات الفاسدة ولا تتسع للحق والطهر والعفاف ....
لقد قال سلف هؤلاء {أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌۭ يَتَطَهَّرُونَ } الأعراف 82 وقال خلفهم اليوم : أخرجوا المحجبات العفيفات الطاهرات من جامعاتكم ومؤسساتكم وقننوا القوانين التي لا تسمح بالحجاب في الأماكن العامة واجعلوها قوانين صارمة تعاقب المحجبة بالحبس والغرامات المالية على أن يكون حجابها وطهرها وعفافها جريمة يعاقب عليها القانون عند المخالفة !!
لقد صور الله جل وعلا نفسيات هؤلاء المجرمين والكافرين {وَدُّوا۟ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا۟ فَتَكُونُونَ سَوَآءًۭ } النساء 89 , حقا والله , لن يهدؤا ولن يرتاحوا حتى تنتزعن أيتها المحجبات ثيابكن فتصبحن مثلهم سواءً ولن يكلوا ولن يملوا وسيظلون متآمرين ومحاربين للطهر والعفاف ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ... { وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا۟ } البقرة 217
ولن يستطيعوا بإذن الله جل وعلا , ولن تزيدنا حملاتهم وإعلامهم إلا ثباتا وتمسكا بعفافنا وفضيلتنا وطهرنا " والله مولانا ولا مولى لهم ".
أختاه : لا تحزني لبغضهم لك ولحجابك ,ولا تستكيني أو تخضعي لقوانينهم , ومكرهم وعداوتهم , فإن حجابك والتزامك هو رأس مالك , ورأس المال مقدم على الربح , وكل الربح في الحفاظ على رأس المال , فإذا خسرت الوظيفة أو السنة الدراسية وتمسكت بالحجاب فأنت والله رابحة, وميزان الربح والخسارة يكون في الآخرة . { قُلْ إِنَّ ٱلْخَـٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ }الزمر15.
أختاه ثقي بالله واعلمي أن الله ناصر جنده ومعز الإسلام وأهله , وصولة الباطل ودولتهم إلى زوال والعاقبة للمتقين . فالحذر الحذر من الرضوخ للباطل أو الإقتناع بتبريرات واهية وباطلة ينفثها في صدور المؤمنين أهل الزيغ والضلال أولئك المترخصين الإنبطاحيين الذين يضلون الناس بالفتاوى السياسية , واعلمي أخية : أنك درة مصونة , وجوهرة مكنونة , محفوظة عن أعين الخائنين والعابثين والذئاب والسباع والوحوش الضارية , فإذا نزعت الحجاب صرت فريسة هينة والأدهى والأمر من ذلك إغضاب جبار السموات والأرض.
أختاه حافظي على حجابك فأنت على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتى الإسلام من قبلك فاثبتي واصبري واحتسبي أجرك على الله , فالحجاب حصنك المنيع ويصونك ويصون جمالك وبهاؤك
إن الحجاب يصون حسن نسائنا
ويزيدهن مهابة ووقارا
كزجاجة المصباح تجمع نوره
فإذا تحطمت الزجاجة طارا
وهكذا الحجاب إذا نزعته المرأة طار عنها نور الإيمان ودخلت المفاسد إلى القلب ورحل عنه الطهر والعفاف , فالحذر الحذر , أعاذنا الله جميعا من هذا الخطر ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
