اتخذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين موقفا متشددا من الداعية القطري الشهير يوسف القرضاوي بعد المجزرة التي ارتكبها الاسلامي المتشدد محمد مراح، فاعتبر ان هذا الداعية "ليس موضع ترحيب على الاراضي الفرنسية" ولن يكون بامكانه المشاركة في اجتماع دعي اليه في فرنسا.
وفي خضم حملة رئاسية القت جرائم مراح، التي راح ضحيتها سبعة قتلى، بظلالها عليها ندد كل من اليمين المتطرف والحزب الاشتراكي خلال اليومين الماضيين بالدعوة التي وجهها اتحاد الجمعيات الاسلامية في فرنسا الذي يعد من اكبر المنظمات الاسلامية في فرنسا، الى القرضاوي والشيخ محمود المصري وهو داعية اخر مثير للجدل للمشاركة في مؤتمره السنوي المقرر عقده في السادس من نيسان/ابريل على مقربة من باريس.
وكان النائب الاشتراكي الفرنسي مانويل فالس اكد ان "الاجهزة الدبلوماسية منحت تاشيرة دخول" ليوسف القرضاوي موضحا ان هذا القطري المصري الاصل يعتبر ان "الجهاد فرض على كل مسلم". واضاف ان هذا الداعية الشهير "معروف ايضا بآرائه المتكررة المعادية للسامية" عبر قناة الجزيرة الفضائية القطرية.
وفي حديث لاذاعة فرانس انفو اظهر ساركوزي رفضا حاسما للسماح للقرضاوي بدخول الاراضي الفرنسية.
وقال "لقد ابلغت امير قطر شخصيا ان هذا الرجل ليس مرحبا به على اراضي الجمهورية الفرنسية" متحدثا عن القرضاوي الذي يحمل جواز سفر دبلوماسيا ومن ثم فانه ليس في حاجة للحصول على تاشيرات للسفر الى اي مكان.
واضاف ساركوزي المرشح الى ولاية ثانية ان "اتحاد الجمعيات الاسلامية في فرنسا سيعقد مؤتمره، فقلت ان بعض المدعوين الى المؤتمر الذين يلقون او يريدون القاء خطابات لا تتفق مع قيم الجمهورية ليسوا موضع ترحيب على اراضي الجمهورية" دون ان يوضح ما اذا كان ذلك يشمل ايضا الداعية محمود المصري.
من جهته رفض اتحاد الجمعيات الاسلامية في فرنسا، القريب من جماعة الاخوان المسلمين، التعليق على ذلك لوكالة فرانس برس التي اتصلت به.
وكان هنري غاينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي اكد الاحد ان فرنسا لا تريد "اي داعية متطرف" على اراضيها وقال "هناك الكثيرون الذين سيمنعون من دخول الاراضي الفرنسية" بعد قضية تولوز.
من جانبه عاتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يراسه الشيخ يوسف القرضاوي فرنسا على رفضها منحه تاشيرة دخول، مدينا في الوقت نفسه "العملية الارهابية" التي حصلت في تولوز مؤخرا وقتل خلالها محمد مراح اربعة يهود من بينهم ثلاثة اطفال.
وقال الشيخ علي قره داغي الامين العام للاتحاد لوكالة فرانس برس "نستغرب ونعاتب فرنسا لرفضها منح الشيخ يوسف القرضاوي تاشيرة دخول الى اراضيها".
واوضح ان القرضاوي "عالم معتدل اسهم في تنقية المفاهيم الاسلامية من التطرف" مؤكدا ايضا ان الاتحاد "يدين بكل قوة الاعتداء الارهابي الذي جد مؤخرا في مدينة تولوز الفرنسية".
اوضح ان القرضاوي "ممن ينددون بهذه العملية لانها تتعارض مع مبادئ الاتحاد ومراجعه" حيث انه "لا يجوز اطلاقا قتل الاطفال او القساوسة".
ويوسف القرضاوي (86 سنة) المعروف بمواقفه الحادة من الشيعة من اكثر دعاة السنة نفوذا وتاثيرا.
وكان القرضاوي غادر مصر في الستينات بعد حملة الاعتقالات التي شنها الرئيس جمال عبد الناصر على جماعة الاخوان المسلمين.
وفي 18 شباط/فبراير 2011 ام صلاة الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة عقب الاطاحة بالرئيس حسني مبارك تحت ضغط ثورة 25 يناير الشعبية.
والقرضاوي الذي يتحدث عبر قناة الجزيرة وموقع اسلام اون لاين ويضع في صفحته على الفيسبوك صورة له مع رئيس بلدية لندن السابق كين ليفنغستون، هو ايضا المتحدث الرئيسي في ندوات الحوار بين الاديان التي تنظمها قطر.
وتقيم فرنسا علاقات وثيقة مع قطر. وقد تجلى هذا التحالف العام الماضي في ليبيا عندما دعمت قطر في الامم المتحدة طلب باريس ولندن توجيه ضربات عسكرية لنظام العقيد معمر القذافي شاركت فيها قوات قطرية.
من جانبه يقدم الشيخ محمود المصري هو داعية سلفي برنامجا تلفزيونيا عبر قناة "اقرا" الاسلامية بعنوان "ليلة في بيت النبي". واستنادا الى موقعه على الانترنت فقد سبق ان توجه الى فرنسا لالقاء خطب ومواعظ.