![]() |
| الفتاة التى قام الجيش بسحلها |
اللافت أن مايو (أيار) الماضي شهد خروج آلاف السلفيين للتظاهر أمام كنيسة مارمينا في القاهرة، للمطالبة بحماية أختهم «عبير» على حد تعبيرهم، على خلفية روايات تفيد بشهر إسلامها، واحتجازها في إحدى الكنائس، مما أدى لاشتباكات عنيفة بين السلفيين والأقباط، أسفرت عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من 200 مصاب من الجانبين في ما عرف إعلامية بـ«فتنة عبير».
لكن السبت 17 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، شهد سكوتا حادا من السلفيين وغيرهم من أنصار تيارات الإسلام السياسي في مصر، الذين غضوا الطرف تماما عن ما حدث للمتظاهرة المصرية التي تم الاعتداء عليها، رغم كونها مسلمة منتقبة، بل إن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، نفى علاقة الفتاة المنتقبة التي ظهرت في الأحداث بالسلفيين، وقال: «هذه الفتاة ليست منتقبة، لكنها ارتدت النقاب لتصعيد الأحداث، وجر السلفيين إليها وتوريطهم بها»، محذرا من محاولات إثارة الفوضى والالتفاف على نتائج الانتخابات البرلمانية.
يأتي ذلك فيما حصدت الأحزاب الإسلامية في مصر أغلبية مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، حيث حازت قائمة حزب «الحرية والعدالة» على 36% من إجمالي الأصوات، تلتها قائمة حزب «النور» السلفي بنحو 24%، فيما حاز حزب الوسط على 5%.
ويعتقد الدكتور أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية الباحث في الحركات الإسلامية، أن إحجام التيارات الإسلامية وعلى رأسها التيار السلفي عن انتقاد ما تعرضت له الفتاة المسحولة يخضع لحسابات برغماتية ميكيافلية بحتة، وقال الشريف لـ«الشرق الأوسط»: «لا ضوابط شرعية تحكم تصرفات التيارات الإسلامية، فهم يتصرفون من منطلق سياسي بحت» مضيفا «إن الإسلاميين حققوا الكثير من المكاسب السياسية في الوقت القليل الفائت مثل الاعتراف المحلي، والإقليمي والدولي، وقيام أحزاب سياسية تمثلهم، وتحقيق أغلبية برلمانية، بالإضافة إلى وجود منابر إعلامية لهم، ومن الصعب المقامرة بها الآن».
ومنذ حادثة السبت، واجهت التيارات السلفية هجوما حادا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن انبرى عدد من أنصار التيار الليبرالي في مصر للدفاع عن الفتاة المنتهكة، تحت عناوين من أبرزها «سقط القناع عن الوجوه الغاشمة المدعية!»، في إشارة إلى مشايخ التيارات السلفية.
