يُعد شعور الكثير من النساء بآلام في الجزء السفلي من البطن خلال فترة الطمث، أمراً طبيعياً. لكن إذا كانت هذه الآلام شديدة، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بمرض "بطانة الرحم المهاجرة" الذي قد يسبّب العقم في ما بعد.
وأوضح شتيفان رينر، كبير الأطباء في قسم أمراض النساء في "مستشفى إرلانغن" الجامعي أنّ هذا المرض يندرج ضمن الأمراض المزمنة التي تُصيب المرأة في مرحلة الخصوبة، وينتج عن خروج خلايا بطانة الرحم وبقائها خارج الرحم.
وكي يتم التخفيف من الآلام الناتجة عن هذا المرض وتحدث بشكل دوري مع الطمث، أوضح الطبيب الألماني أنّ حبوب منع الحمل تقوم بهذا الدور على نحو جيد، لافتاً إلى أنه يُمكن أيضاً استئصال النسيج المصاب بهذه الخلايا والمتسبب في الشعور بالألم. لكنّ رينر أوضح أن اللجوء إلى هذا الحل يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم الشعور بالألم لدى بعض النساء، لذا يتوجب عليهنّ الابتعاد عن هذه الإمكانية.
أعراض غريبة
وأوضح طبيب أمراض النساء الألماني أنّ لا أعراض مميزة لمرض بطانة الرحم المهاجرة. إذ تظهر أحياناً في الشعور ببعض الآلام الغريبة في أسفل البطن أثناء الدورة الشهرية. وقد تظهر أيضاً في الإصابة بغثيان أو صداع نصفي أو في الشعور بآلام أثناء الجماع أو عند التبرز، لذا غالباً ما يصعب تشخيص هذا المرض.
وأوصى البروفيسور أوفه أورليش، رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في "مستشفى مارتن لوتر" في برلين، النساء بقوله: "على المرأة استشارة طبيب مختص على الفور بمجرد الشعور أنّ هذه الآلام تتسبب في إفساد استمتاعها بالحياة."
يذكر أنّ الأبحاث لم تتمكن حتى الآن من الكشف عن سبب الإصابة بهذا المرض، وإنما تم التوصل فقط إلى أن الشعور بالآلام المصاحبة لهذا المرض ينتج عن الخلايا المشابهة لبطانة الرحم، وتنتشر في الجسم، خصوصاً في منطقة البطن، وتقوم باستجابات مشابهة لبطانة الرحم في تأثرها بالهرمونات؛ إذ إنها تتورم وينزف منها الدم شهرياً، مثلما يحدث تماماً في بطانة الرحم.
سُبل العلاج
وإذا تم إثبات الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة بعد فحص هذه العينة، فلا بد حينئذٍ من البدء في العلاج وفقاً للسبل المتبعة في تشخيص وعلاج مرض بطانة الرحم المهاجرة. كما أوصى أورليش بضرورة الخضوع لفحص لدى أحد المراكز المختصة في علاج بطانة الرحم المهاجرة.
وعن كيفية علاج هذا المرض، يقول أورليش: "غالباً ما تُمثل الجراحة الحل الأساسي لعلاج هذا المرض؛ ويتم خلالها استئصال الخلايا المشابهة لبطانة الرحم. ولكن للأسف ليس بالضرورة أن تساعد العمليات الجراحية دائماً في القضاء على هذا المرض تماماً؛ لأنّ الطبيب يعجز غالباً عن العثور على كل الخلايا؛ ثمّ يُمكن أن تظهر أعراض المرض من جديد.